للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أيضا ولذلك استحبت الرحلة، وعلوه يُبعد من الخلل المتطرق إلى كل راوٍ ... والعلو المطلوب في الحديث خمسة أقسام:

أحدها: القُرب من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بإسناد صحيح نظيف كثلاثيات البخاري (١).

قال محمد بن أسلم الطوسي (٢): قرب الإسناد، قرب أو قربة إلى الله تعالى.

الثاني: القرب من إمام كالبخاري من أئمة الحديث، وإن كثر العدد منه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

الثالث: العلو بالنسبة إلى رواية صحيح البخاري ومسلم أو أحدهما أو غيرهما من الكتب المعتمدة.

الرابع: العلو بتقدم وفاة الراوي، قال ابن الصلاح (٣): مثاله ما أرويه عن شيخ، أخبرني به عن واحد، عن البيهقي، عن الحاكم، أعلى من روايتي لذلك عن شيخ، أخبرني به، عن واحد، عن أبي بكر بن خلف، عن الحاكم، وإن تساوَى الإسنادان في العدد، لتقدم وفاة البيهقي على وفاة ابن


(١) المقصود بثلاثيات البخاري؛ الأحاديث التي بلغت الواسطة فيها بين البخاري والنبي - صلى الله عليه وسلم - ثلاثة أنفس فقط، وأولها في صحيحه حديث " من يقل علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار" فقد رواه البخاري، عن شيخه مكي بن إبراهيم، وهو عن يزيد بن أبي عبيد، وهو عن سلمة بن الأكوع، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
(٢) أخرجه الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي (١/ ١٢٣) بسنده إلى الطوسي به.
(٣) مقدمة ابن الصلاح (ص ٤٤٦).

<<  <   >  >>