وجاء في السنة الصحيحة وَصْفُ الذين لَم يُدركوا زمنَه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ويَروه
بـ (التابعين) ، ففي صحيح مسلم (٢٥٤٢) عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: إنِّي سمعتُ رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول:((إنَّ خيرَ التابعين رجلٌ يُقال له أُوَيس، له والدةٌ وكان به بياض، فمُروه فليستغفر لكم)) ، وهو يدلُّ على التمييز بين الصحابة والتابعين.
العاشر: روى مسلم (٢٥٣١) عن أبي بُردة، عن أبيه أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال:((صلَّينا المغربَ مع رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ثمَّ قلنا: لو جلسنا حتى نصلي معه العشاءَ، قال: فجلسنا، فخرج علينا، فقال: ما زلتُم ههنا؟ قلنا: يا رسول الله! صلَّينا معك المغربَ، ثمَّ قلنا: نجلس حتى نصلِّيَ معك العشاءَ، قال: أحسنتم أو أَصبتُم، قال: فرفع رأسَه إلى السماء، وكان كثيراً مِمَّا يرفع رأسه إلى السماء، فقال: النُّجومُ أَمَنَةٌ للسماءِ، فإذا ذهبت النجومُ أتى السماءَ ما تُوعَد، وأنا أَمَنةٌ لأصحابي، فإذا ذهبتُ أتى أصحابي ما يُوعَدون، وأصحابي أَمَنةٌ لأمَّتِي، فإذا ذهب أصحابي أتى أمَّتي ما يوعَدون)) .
وفي صحيح البخاري (٣٨٧٦) أنَّ أبا موسى رضي الله عنه قدِم إلى النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حين فتح خيبر، وكان ذلك بعد الحُديبية، وأبو موسى رضي الله عنه مِمَّن يشمله حديثه هذا، لا كما يقول المالكي مِن أنَّ الصُّحبةَ الشرعيَّة هي لِمَن كانت هجرتُه قبل الحُديبية؛ لأنَّ الحُديبية في سنة ست من الهجرة، وفتح خيبر في سنة سبع.
الحادي عشر: روى البخاري في صحيحه من حديث ابن عباس (١٧٣٩) وأبي بكرة (١٧٤١) في خطبة النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِمِنى في حجَّة الوداع،