للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أقبل الآخرُ حتى أخذ بيده ليُبايِعه، قال: يا رسول الله! أرأيتَ مَن آمن بك وصدَّقك واتَّبعك ولَم يرَك؟ قال: طوبى له، ثمَّ طوبى له، ثمَّ طوبى له، فمسح على يده فانصرف)) .

وهذا الإسناد فيه محمد بن عُبيد ويزيد بن أبي حبيب ومرثَد بن عبد الله اليزني، وهم ثقات من رجال الجماعة، ومحمد بن إسحاق صدوق يدلِّس، وقد صرَّح بالتحديث.

وقد رُتِّب الفضلُ في الحديث على رؤيته - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - والإيمان به وتصديقه واتِّباعه.

التاسع: روى البخاري ومسلم في صحيحيهما، واللِّفظ للبخاري (٣٦٥٠) عن عِمران بن حُصين رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((خيرُ أُمَّتِي قرنِي، ثمَّ الذين يلونَهم، ثمَّ الذين يلونَهم، قال عِمران: فلا أدري أَذَكر بعد قرنه قرنين أو ثلاثة)) الحديث.

وروَيا أيضاً، واللفظ للبخاري (٣٦٥١) عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: أنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: ((خيرُ الناس قرني، ثمَّ الذين يلونَهم، ثمَّ الذين يلونَهم)) الحديث.

والقرنُ الأوَّل مِن هذه القرون هو قرنُ الصحابة رضي الله عنهم، قال النووي في شرح صحيح مسلم (١٦/٨٤) : ((اتَّفق العلماءُ على أنَّ خيرَ القرون قرنُه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، والمرادُ أصحابُه)) .

ونقل عن القاضي عياض أنَّ شهر بن حوشَب قال: ((قرنُه: ما بَقيتْ عينٌ رأتْه، والثاني: ما بقيت عينٌ رأت مَن رآه، ثمَّ كذلك)) .

وقال ابن تيمية في منهاج السنة (٨/٣٨٤) : ((واتَّفقت الروايات على ذِكر الصحابة والتابعين وتابعيهم، وهم القرون الثلاثة)) .

<<  <   >  >>