ولا حجة فيما أوردوه، لجواز أن يكون دخول حرف الجر في (بنعم الولد) و (على بئس العير) كدخوله على (نام) في قول القائل: [من الرجز]
٤٣٣ - عمرك ما ليلي بنام صاحبه ... ولا مخالط الليان جانبه
تقديره: ما ليلي بليلٍ نام صاحبه، ثم حذف الموصوف، وأقيمت صفته مقامه، فجرى عليها حكمه.
وهكذا ما نحن بصدده، كان أصله: ما هي بولدٍ نعم الولد، ونعم السير على عيرٍ بئس العير، ثم حذف الموصوف، وأقيمت صفته مقامه، فدخل عليها حرف الجر.
وأما قوله:(بنعم طيرٍ) فهو على الحكاية، ونقل الكلمة عن الفعلية إلى جعلها اسمًا للفظ، كما في نحو قوله - صلى الله عليه وسلم -: (وأنهاكم عن قيل وقال) والمعنى: صبحك الله بكلمة نعم منسوبة إلى الطائر الميمون.
وفي (نعم وبئس) أربع لغات: نعم وبئس، وهو الأصل، ونعم وبئس، ونعم وبئس، ونعم وبئس: بالإتباع.
وهذه اللغات الأربع جائزة في كل ما عينه حرف حلق، وهو ثلاثي مفتوح الأول، مكسور الثاني، نحوك شهد وفخذ.
وقوله:
............... ... .......... رافعان اسمين
إلى آخر الأبيات الثلاثة مبين أنه أن (نعم وبئس) يقتضيان فاعلا معرفًا بالألف واللام الجنسية، أو مضافًا إلى المعرف بها، أو مضمرًا مفسرًا بنكرة بعده منصوبة على التمييز.