للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وقد يحذف ويوقف على (لما) كقولهم: (كلا، ولما) أي: ولما يكن ذاك. وقد احترزت بقولي: (ولما أختها) أي: أخت (لم) من (لما) الحينية نحو قوله تعالى: {ولما جاء أمرنا نجينا هودًا} [هود/٥٨] ومن (لما) بمعنى (إلا) نحو: عزمت عليك لما فعلت، أي إلا فعلت، والمعنى: ما أسألك إلا فعلك، فإن التي تدخل على المضارع، وتجزمه هي (لما) النافية لا غير.

وإنما عملت هي وأخواتها الجزم، لأنها اختصت بالمضارع ودخلت عليه لمعان لا تكون للأسماء، فناسب أن تعمل فيه العمل الخاص بالفعل، وهو الجزم.

وأما (إن) الشرطية: فهي التي تقتضي في الاستقبال تعليق جملة على جملة، تسمى الأولى منهما شرطًا والثانية جزاء. ومن حقهما أن يكونا فعليتين، ويجب ذلك في الشرط. فإن كانا مضارعين جزمتهما، لأنها اقتضتهما، فعملت فيهما، وذلك نحو: إن يقم زيد يقم عمرو.

ويساوي (إن) في ذلك الأدوات التي في معناها، وهي (من) و (ما) و (مهما) و (أي) و (متى) و (أيان) و (أين) و (إذما) و (حيثما) و (أنى) كقوله [٢٧٢] تعالى: {من يعمل سوءًا//يجز به} [النساء/١٢٣] وكقوله تعالى: {وما تفعلوا من خير يعلمه الله} [البقرة/١٩٧] وكقوله تعالى: {مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين} [الأعراف/١٣٢] وكقوله تعالى: {أيا ما تدعو فله الأسماء الحسنى} [الإسراء/١١٠].

وكقول الشاعر: [من الطويل]

٦٣٢ - ولست بحلال التلاع مخافة .... ولكن متى يسترفد القوم أرفد

وكقوله الآخر: [من البسيط]

٦٣٣ - أيان نؤمنك تأمن غيرنا وإذا .... لم تدرك الأمن منا لم تزل حذرا

<<  <   >  >>