للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

والضاربات، كأنك قلت: الذي ضرب والتي ضربت، واللذان ضربا واللتان ضربتا، والذين ضربوا واللاتي ضربن. ويدلك على أن الألف واللام في نحو: الضارب اسم موصول أمور:

الأول: استحسان خلو الصفة معهما عن الموصوف، إذا قلت: جاء الكريم المحسن، فلولا أن الألف واللام هنا اسم موصول، قد اعتمدت الصفة عليه، كما تعتمد على الموصوف لقبح خلوها عن الموصوف، مع الألف واللام، كما يقبح بدونها.

الثاني: عود الضمير عليها، نحو: أفلح المتتقي ربه، فإنه لا يعود الضمير إلا على الاسم.

الثالث: إعمال اسم الفاعل معها بمعنى المضي، كقولك: جاء الضارب أبوه زيدًا أمس، فلولا أن الألف واللام بمعنى الذي، واسم الفاعل معها قد سد مسد الفعل لكان منع إعمال اسم الفاعل بمعنى المضي معها أحق منه بدونها.

[٣٤] وأما (ذو) فتكون موصولة في لغة طيئ خاصة، والأعرف // فيها عندهم بناؤها، واستعمالها في الإفراد والتذكير، وفورعهما بلفظ واحد.

ويظهر المعنى بالعائد، نحو: رأيت ذو قام أبوه، وذو قام أبوها، وذو قام أبوهما، وذو قام أبوهم، وذو قام أبوهن.

قال الشاعر: [من المنسرح]

٤٤ - ذاك خليلي وذو يواصلني ... يرمي ورائي بامسهم وامسلمه

أي: والذي يواصلني.

<<  <   >  >>