٩٤ - وبات وباتت له ليلة ... كليلة ذي العائر الأرمد
وجميع أفعال هذا الباب تصلح للتمام، إلا فتئ، وليس، وزال، وقد نبه على ذلك في قوله:
١٥١ - وما سواه ناقص والنقص في ... فتئ ليس زال دائمًا قفي
[٥٤] // يعني: أن ما ليس تامًا من الأفعال المذكورة يسمى ناقصًا، بمعنى أنه لا يتم بالمرفوع.
ومذهب سيبويه، وأكثر البصريين: أنها إنما سميت ناقصة، لأنها سلبت الدلالة على الحدث، وتجردت للدلالة على الزمان.
وهو باطل؛ لأن هذه الأفعال مستوية في الدلالة على الزمان، وبينها فرق في المعنى، فلابد فيها من معنى زائد على الزمان، لأن الافتراق لا يكون بما به الاتفاق، وذلك المعنى هو الحدث، لأنه لا مدلول للفعل غير الزمان إلا الحدث.
والذي ينبغي أن يحمل عليه قول من قال: إن (كان) الناقصة مسلوبة الدلالة على الحدث، إنها مسلوبة أن تستعمل دالة على الحدث دلالة الأفعال التامة بنسبة معناها على مفرد، ولكن دلالة الحروف عليه، فسمي ذلك سلبًا لدلالته على الحدث بنفسه.
١٥٢ - ولا يلي العامل معمول الخبر ... إلا إذا ظرفًا أتى أو حرف جر
١٥٣ - ومضمر الشان اسمًا انو إن وقع ... موهم ما استبان أنه امتنع
لا يجوز البصريون إيلاء (كان) أو إحدى أخواتها معمول الخبر إلا إذا كان ظرفًا، أو حرف جر، نحو: كان يوم الجمعة زيد صائمًا، وأصبح فيك أخوك راغبًا.
ولا يجوز عندهم في نحو: كانت الحمى تأخذ زيدًا، ونحو: كان زيد آكلا طعامك أن يقال: كانت زيدًا الحمى تأخذ، ولا كان طعامك زيدً آكلا، ولا كان طعامك آكلا زيد.