للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحكمة (١) سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: وهذا يشبه ما قال، والله أعلم؛ لأن القرآن ذكر واتبعته الحكمة، وذكر الله منته على خلقه بتعليمهم الكتاب والحكمة، فلم يجز – والله أعلم – أن يقال الحكمة ههنا إلا سنة رسول الله، وذلك أنها مقرونة مع كتاب الله" (٢) .

وعن ابن عباس رضى الله عنهما قال: "الكتاب والحكمة" الكتاب والسنة (٣) .

وعن قتادة قال: والحكمة أى السنة (٤) . ونفس القول قال به غيرهما (٥) .

وعلى هذا الفهم سلفنا الصالح من أئمة المسلمين (٦) .

ثالثاً: إذا تقرر أن تبيان رسول الله صلى الله عليه وسلم للقرآن الكريم هو الحكمة، وأن هذه الحكمة هى السنة النبوية، وأنها متماثلة للقرآن كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهذا يعنى أنها مثل القرآن فى وجوب قبولها، والعمل بها، سواء بسواء؛ لأنها مثل القرآن وحى من عنده تعالى، وإليك تفصيل أدلة ذلك:


(١) الحكمة: تطلق فى اللغة على عدة معان سبق ذكر بعضها ص٢٥٨، ولقد اقتصرت على المعنى المراد فى الآيات التى استدل بها.
(٢) الرسالة للشافعى ص٧٨، ٧٩ فقرات رقم ٢٥٢ – ٢٥٧، والفقيه والمتفقه للخطيب ١/٢٥٨ رقم ٢٥٦، وينظر: مفتاح الجنة فى الاحتجاج بالسنة للسيوطى ص١٥٠.
(٣) أخرجه ابن المبارك فى زيادات الزهد ص٢٢ رقم ٨٩.
(٤) تفسير الطبرى ١/٥٥٧، والفقيه والمتفقه للخطيب ١/٢٦٠ رقم ٢٥٨، وابن المبارك فى زيادات الزهد ص٢٢ رقم ٩٠.
(٥) ينظر: المدخل إلى السنن للبيهقى، حيث نقل بأسانيده عن الحسن البصرى، وقتادة، ويحيى بن أبى كثير، أنهم قالوا: الحكمة: هى السنة النبوية.
(٦) ينظر: كلام الإمام الطبرى فى تفسيره ٤/١٦٣، ٢٢/ ٩، وابن قيم الجوزية فى مختصر الصواعق المرسلة ٢/٥١١، وللاستزادة ينظر: السنة بياناً للقرآن للدكتور إبراهيم الخولى ص٣٢ – ٤٦، والمدخل إلى السنة للدكتور عبد المهدى عبد القادر ص٥٠، ٥١.

<<  <   >  >>