للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

دور الرسول فى البلاغ، وكثيراً ما تأتى الإشارة إلى البلاغ بصيغة الحصر، ولكنها فى

حالات أخرى تضيف إلى البلاغ صفة "المبين"

قال تعالى: {وإن تولوا فإنما عليك البلاغ} (١) وقال سبحانه: {فإن توليتم فإنما على

رسولنا البلاغ المبين} (٢) .

ويجاب عن هذه المزاعم بما يلي:

أولاً: لكل مسلم أن يعجب من جراءة هؤلاء الأدعياء الذين يتسترون بعباءة القرآن الكريم، فى جرأتهم وتطاولهم على الذات العليا من حيث يشعرون أو لا يشعرون.

... إذ بعثة الرسول أو النبى، وتحديد دوره فى رسالته أمر لا يملك منه أحد شئ سوى الخالق

عز وجل؛ وتلك بديهة لا يخالفها عاقل.

فإذا جاء أعداء السنة المطهرة، وزعموا أن مهمة رسول الله صلى الله عليه وسلم قاصرة على بلاغ القرآن

فقط، وأن نسبة أى شئ إليه سوى القرآن يعنى الطعن فى أمانته، وأنه فرط فى تبليغ

الرسالة، فقد تجرءوا وتطاولوا على ربهم - جل جلاله -. حاسبهم سبحانه بما يستحقون.

ثانياً: إذا كان أعداء السنة المطهرة والسيرة العطرة اتخذوا لأنفسهم شعار "القرآنيون" يستدلون به وحده على ما يزعمون؛ فهم يحرصون دائماً على الإيمان ببعض القرآن، والكفر ببعضه الآخر.


(١) جزء من الآية ٢٠ آل عمران.
(٢) الآية ١٢ التغابن. وينظر: السنة ودورها فى الفقه الجديد ص١٩٠، وإعادة تقييم الحديث لقاسم أحمد ص١٥٢، والبيان بالقرآن لمصطفى المهدوى ١/١٢، ٢/٧٩٣، ومجلة المنار المجلد ٩/٥٢١، ٥٢٢ مقال: "الإسلام هو القرآن وحده" للدكتور توفيق صدقى، وينطر: المجلد ٩/٩٠٩، ٩١٣، وإنذار من السماء لنيازى عز الدين ص١٤١، ودفاع عن الرسول ضد الفقهاء والمحدثين ص١٢٩، والخدعة رحلتى من السنة إلى الشيعة ص٤٠ كلاهما لصالح الوردانى.

<<  <   >  >>