للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه، قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى بأصحابه إذ خلع نعليه فوضعهما عن يساره، فلما رأى ذلك القوم، ألقوا نعالهم، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته قال: "ما حملكم على إلقائكم نعالكم؟ قالوا: رأيناك ألقيت نعليك، فألقينا نعالنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، إن جبريل عليه السلام أتانى فأخبرنى أن فيها قذراً" وقال: إذا جاء أحدكم إلى المسجد فلينظر فإن رأى فى نعليه قذراً أو أذى فليمسحه، وليصل فيهما" (١) .

وهكذا يراقبه الوحى، فإذا أصاب نعله شئ من النجاسة نبهه.

وبالجملة: فالأحاديث التى قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتحققت وفق ما أخبر، هذه يعترف العقل أنها لابد من وحى الله إليه صلى الله عليه وسلم (٢) .

والأحاديث التى تحدث فيها عن أخبار السابقين، وهو الصادق المصدوق ناطقة بأنها من وحى الله إليه، فما الذى أعلمه أخبار الأمم السابقة، وأنبيائها، إلا الوحى من الله تعالى إليه؟ (٣) .


(١) أخرجه أبو داود في سننه كتاب الصلاة، باب الصلاة في النعل ١/١٧٥ رقم ٦٥٠، والدارمي في سننه كتاب الصلاة، باب الصلاة في النعلين ١/٣٧٠ رقم ١٣٧٨، وفيه عمرو بن عيسي أبونعامة- صدوق- كما قال الحافظ في التقريب ١/٧٤٣ رقم ٥١٠٥ وبقية رجاله ثقات فالإسناد حسن.
(٢) ينظر: أمثلة على ذلك فى: دلائل النبوة لأبى نعيم ٢/٤٦٤ – ٥٣٦، ودلائل النبوة للبيهقى ٦/٣١٢،والخصائص الكبرى للسيوطى ٢/١٦٨، ومعجزات الرسول صلى الله عليه وسلم التى ظهرت فى زماننا للدكتور عبد المهدى عبد القادر.
(٣) ينظر: أمثلة على ذلك فى: صحيح البخارى (بشرح فتح البارى) كتاب بدء الخلق ٦/٣٣٠، وكتاب الأنبياء ٦/٤١٦، وغير ذلك من المصادر السابقة.

<<  <   >  >>