للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الباطل أن يكون خفيفًا ... » (١).

ومنها: أن ورود الناس الحوض وشربهم منه يوم العطش الأكبر [ب/ق ١٥ أ] بحسب ورودهم سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وشربهم منها، فمن [ظ/ق ١٣ أ] وردها في هذه الدار وشرب منها وتضلَّع وَرَدَ هناك حوضه وشرب منه وتضلَّع، فَلَهُ - صلى الله عليه وسلم - حوضان عظيمان، حوض في الدنيا وهو: سُنَّته وما جاء به، وحوض في الآخرة، فالشاربون من هذا الحوض في الدنيا هم الشاربون من حوضه يوم القيامة، فشارب ومحروم، ومستقل ومستكثر، والذين يذودونهم (٢) هو والملائكة عن حوضه يوم القيامة هم الذين كانوا يذودون أنفسهم وأتباعهم عن سنته ويؤثرون عليها غيرها، فمن ظمِئ من سنته في هذه الدنيا ولم يكن له منها شِرْبٌ فهو في الآخرة أشدُّ ظمأً وأحرُّ كبدًا، وإن الرجل ليلقى الرجل فيقول: يا فلان أشربت؟ فيقول: نعم والله، فيقول: لكني والله ما شربت، واعطشاه!.


(١) أخرجه سعيد بن منصور في سننه (٥/ ١٣٤ ـ التفسير) وابن أبي شيبة في مصنفه (٢٠/ ٥٨٤، ٥٨٥) رقم (٣٨٢١١)، والربعي في الوصايا (ص/٣٩، ٤٠)، وابن عساكر في تاريخه (٣/ ٤١٤)، والخلال في السنة (٣٤٥)، وأبو داود في الزهد (٢٨) وغيرهم، من طريق ابن أبي نجيح وعبد الرحمن بن سابط وزبيد اليامي وأبي المليح عن أبي بكر الصديق فذكره.
وكلها منقطعة، لم يسمعوا من أبي بكر الصديق.
(٢) في (ظ): «يذودونهم»، والصواب المثبت.

<<  <  ج: ص:  >  >>