للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال في موضع آخر (١): «في حديث الحصين: كم تعبد؟ فلم ينكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم على الحصين إذ عرف أن إله العالمين في السماء، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -، فحصين رضي الله عنه قبل إسلامه كان أعلم بالله الجليل من المريسي وأصحابه مع ما ينتحلون من الإسلام، إذ مَيَّز بين الإله الخالق الذي في السماء وبين الآلهة والأصنام المخلوقة التي في الأرض، قال: وقد اتفقت الكلمة من المسلمين والكافرين أن الله سبحانه في السماء وعرفوه بذلك إلا المريسي [ظ/ق ٥٥ أ] وأصحابه، حتى الصبيان الذين لم يبلغوا الحنث».

وقال (٢): «في قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للأمة: «أين الله؟» تكذيب لمن يقول: هو في كل مكان، وأن الله لا يوصف بأين؛ بل (٣) يستحيل أن يقال: أين هو؟ فالله فوق سماواته بائن من خلقه، فمن لم يعرفه بذلك لم يعرف الإله (٤) الذي يعبده».

وكتاباه من أجلّ الكتب المصنفة في السنة وأنفعها، وينبغي لكل


(١) من النقض (ص/٦٢).
(٢) في الرد على الجهمية (ص/٣٩) رقم (٦٤ ـ ٦٦).
(٣) كذا في جميع النسخ، وفي الرد على الجهمية: «لأن شيئًا لا يخلو منه مكان» بدل «بل».
(٤) في (أ، ت): «إلهه».

<<  <  ج: ص:  >  >>