للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قول شيخ الصوفية والمحدثين أبي نعيم صاحب كتاب «حلية الأولياء» (١):

قال في «عقيدته»: «وأن الله سميع بصير، عليم خبير، يتكلم ويرضى، ويسخط ويضحك (٢) ويعجب، ويتجلَّى لعباده يوم القيامة ضاحكًا، وينزل كل ليلة إلى سماء الدنيا كيف يشاء، فيقول: هل من داع فأستجيب له؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من تائب فأتوب عليه؟ حتى يطلع الفجر، ونزول الرب تعالى إلى سماء الدنيا بلا كيف ولا تشبيه ولا تأويل، فمن أنكر النزول أو تأول فهو مبتدع ضال، وسائر الصفوة العارفين على هذا.

ثم قال: وأن الله استوى على عرشه بلا كيف ولا تشبيه ولا تأويل، فالاستواء معقول، والكيف مجهول، وأنه سبحانه بائن من خلقه، وخلقه بائنون منه، بلا حلول ولا ممازجة، ولا اختلاط ولا ملاصقة؛ لأنه الفرد البائن من الخلق، الواحد الغني عن الخلق» (٣).


(١) في (ب): «الحلية»، وهو خطأ.
(٢) من (أ، ت، ع، مط).
(٣) كذا في جميع النسخ!. نسب هذا الكلام من قوله: «وأن الله سميع بصير ... » إلى هنا، لأبي نعيم الأصبهاني، والمعروف أن هذا الكلام جاء ضمن وصيَّة معمر بن أحمد بن زياد الأصبهاني لأصحابه ـ كما تقدم قريبًا (ص/٤٢٣) ونقله شيخ الإسلام في كتبه. وأيضًا لما نقل شيخ الإسلام ابن تيمية والذهبي اعتقاد أبي ... =
= ... نعيم من رسالته لم يذكرا هذا الكلام، وإنما اكتفيا بالنقل عنه بالكلام الآتي فقط: «طريقنا طريق ... ». فلعل المؤلف لمَّا رأى كلمة «الأصبهاني» في اسم «معمر» انتقل ذهنه إلى أبي نعيم الأصبهاني فأثبته. والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>