للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واختلف أصحاب الصفات في ذلك:

فقال أبو محمد عبد الله بن كُلَّاب: إن الله لم يزل لا في مكان، وهو اليوم لا في مكان.

وقال آخرون منهم: إنه مستوٍ على عرشه بمعنى: أنه عالٍ عليه، كما قال تعالى: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} [الأنعام/١٨]، وقال تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه/٥]، فامتدح نفسه بأنه على العرش استوى بمعنى: أنه علا عليه، وعلمنا أنه لم يزل عاليًا رفيعًا، قبل خلق الأشياء، وقبل خلق العرش، الذي هو عالٍ عليه سبحانه وبحمده.

ذكر كلامه في كتابه الكبير في «إثبات الصفات»، وقد ذكر ترجمة هذا الكتاب في كتابه الذي سماه «العُمَد (١) في الرؤية» فقال: وألفنا كتابًا كبيرًا في الصفات، تكلمنا على أصناف المعتزلة والجهمية المخالفين لنا في نفيهم علم الله تعالى وقدرته وسائر صفاته، وعلى أبي الهذيل (٢) ومعمّر (٣)، والنظّام (٤)، وفي فنون كثيرة من فنون الصفات في إثبات الوجه


(١) في (ب، ع، مط): «العُمدة»، والمثبت من (أ، ت، ظ)، والعلو للذهبي (٢/ ١٢٥٤).
(٢) هو العلَّاف، من شيوخ المعتزلة، ورئيس فرقة الهذيلية. توفي سنة ٢٢٦ هـ.
(٣) هو رئيس فرقة المعمَّريَّة من المعتزلة، توفي سنة ٢٢٠ هـ.
(٤) هو رئيس فرقة النظَّامية من المعتزلة، كفَّره بعض أهل السنة، وبعض شيوخ المعتزلة كالعلَّاف والجبَّائي، توفي سنة ٢٣١ هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>