للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأمَّا التأويل فإنَّه جاء بأن الوسط العدل - كما سبق - وذلك معنى الخيار، لأنَّ الخيار من الناس عدولهم (١) .

٣- قال ابن كثير (٢) وقوله - تعالى -: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} (البقرة: من الآية ١٤٣) . الوسط هنا: الخيار والأجود، كما يُقال في قريش: أوسط العرب نسبًا ودارًا، أي: خيرها.

وكان رسول الله، صلى الله عليه وسلم وسطًا في قومه، أي: أشرفهم نسبًا.

ومنه الصلاة الوسطى، التي هي أفضل الصّلوات، وهي العصر، كما ثبت في الصّحاح وغيرها.

وروى الإمام أحمد (٣) عن أبي سعيد، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم «يدعى نوح يوم القيامة فيُقال له: هل بلّغت؟ فيقول: نعم، فيدعى قومه فيُقال لهم: هل بلَّغكم؟ فيقولون: ما أتانا من نذير، وما أتانا من أحد، فيُقال لنوح: من يشهد لك؟ فيقول: محمد وأمَّته، قال: فذلك قوله: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} . قال: الوسط: العدل، فتُدعون فتشهدون له بالبلاغ، ثم أشهد عليكم» رواه البخاري والترمذي والنسائي وابن ماجه (٤) .

٤- وقال ابن الجوزي في تفسيره لهذه الآية: سبب نزولها أن اليهود قالوا: قبلتنا قبلة الأنبياء، ونحن عدل بين الناس، فنزلت هذه الآية.


(١) - انظر: تفسير الطبري (٢ / ٦) .
(٢) - انظر: عمدة التفسير عن ابن كثير (١ / ٢٦٣) . تحقيق أحمد شاكر.
(٣) - المسند (٣ / ٣٢) .
(٤) - انظر: صحيح البخاري (٥ / ١٥١) . سنن الترمذي (٥ / ١٩٠) رقم (٢٩٦١) سنن ابن ماجه (٢ / ١٤٣٢) رقم (٤٢٨٤) ، ولم أجده في الصغرى من سنن النسائي، فلعله في الكبرى منه.

<<  <   >  >>