للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والوسط: العدل، قاله ابن عباس وأبو سعيد ومجاهد وقتادة.

وقال ابن قتيبة: الوسط: العدل والخيار، ومنه قوله - تعالى -: {قَالَ أَوْسَطُهُمْ} (القلم: من الآية ٢٨) . أي: أعدلهم وخيرهم.

قال الشاعر:

هم وسط يرضى الأنام بحكمهم ... إذا نزلت إحدى الليالي بمعظم

وأصل ذلك أن خير الأشياء أوسطها، والغلوّ والتقصير مذمومان.

قال أبو سليمان الدّمشقي: في هذا الكلام محذوف، ومعناه جعلت قبلتكم وسطًا بين القبلتين، فإن اليهود يصلون نحو المغرب، والنصارى نحو المشرق، وأنتم بينهما (١) .

٥- قال صاحب المنار: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} (البقرة: من الآية ١٤٣) . هو تصريح بما فهم من قوله: {وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} (البقرة: من الآية ٢١٣) . أي على هذا النحو من الهداية جعلناكم أمّة وسطًا.

قالوا: إن الوسط هو العدل والخيار، وذلك أن الزيادة على المطلوب في الأمر إفراط، والنّقص عنه تقصير وتفريط، وكلُّ من الإفراط والتَّفريط ميْلٌ عن الجادّة القويمة، فهو شرّ ومذموم، فالخيار هو الوسط بين طرفي الأمر، أي المتوسّط بينهما (٢) .

٦- وقال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي:


(١) - انظر: زاد المسير (١ / ١٥٤) ، وكلام أبي سليمان الدمشقي فيه غرابة، فإنه جعل الوسطيَّة وصفًا للقبلة، والصحيح أنها وصف للأمة كما ثبت في الصحيح، ثم إنه لم يكن هناك قبلتان قبل الكعبة، وإنما هي بيت المقدس فقط.
(٢) - انظر: تفسير المنار (٢ / ٤) .

<<  <   >  >>