للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولعلّ من المناسب أن أختم هذا المبحث بتعريف الحكمة كما عرفها العلماء.

قال إبراهيم النخعي: الحكمة: الفهم. وقال زيد بن أسلم: الحكمة: العقل. وقال مالك: وإنه ليقع في قلبي أن الحكمة هو الفقه في دين الله، وأمر يدخله الله في القلوب من رحمته وفضله (١) .

وقال عبد الرحمن بن سعدي: الحكمة: هي العلوم النّافعة، والمعارف الصّائبة، والعقول المسدّدة، والألباب الرّزينة، وإصابة الصّواب في الأقوال والأفعال.

ثم قال: وجميع الأمور لا تصلح إلا بالحكمة، التي هي: وضع الأشياء مواضعها، وتنزيل الأمور منازلها، والإقدام في محل الإقدام، والإحجام في موضع الإحجام (٢) .

وقال ابن عاشور: وفسّرت الحكمة بأنها معرفة حقائق الأشياء على ما هي عليه، بما تبلغه الطاقة، أي: بحيث لا تلتبس الحقائق المتشابهة بعضها مع بعض، ولا يغلط في العلل والأسباب (٣) .

وقال سيد قطب: الحكمة: القصد والاعتدال، وإدراك العلل والغايات، والبصيرة المستنيرة التي تهديه للصّالح الصائب من الحركات والأعمال (٤) .

وجماع الحكمة في قول ابن القيم: فعل ما ينبغي، على الوجه الذي ينبغي، في الوقت الذي ينبغي (٥) .


(١) - انظر: هذه الأقوال الثلاثة - في تفسير ابن كثير ١ / ٣٢٢. ورسالة الحكمة للمؤلف ص (١٧) .
(٢) - انظر: تفسير ابن سعدي (١ / ٣٣٢) .
(٣) - انظر: التحرير والتنوير (٣ / ٦١) .
(٤) - انظر: في ظلال القرآن (١ / ٣١٢) .
(٥) - انظر: مدارج السالكين (٢ / ٤٧٩) ، وانظر: لكل ما سبق رسالة الحكمة للمؤلف ص (١٦) وما بعدها.

<<  <   >  >>