للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإذا تأملنا سورة الحجرات وما فيها من أخلاق عالية أمر الله بها، ونهى عن سيئ الأخلاق وأرذلها، علمنا الجهد المبذول لتربية هذه الأمة على الأخلاق القويمة، وتجنيبها ما وقعت فيه بعض الأمم السابقة من أراذل الأخلاق وسفسافها كأهل الكتاب عمومًا واليهود خصوصًا.

وتأمّل هاتين الآيتين لترى كيف يرسم القرآن الكريم منهج الوسطية.

قال - تعالى - في سورة القصص مخبرًا عما جرى بين موسى وشعيب (١) عليهما السلام: {قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ} (القصص:٢٧) .

وقال في سورة النساء: {لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا} (النساء:١٤٨) .

وأختم هذا المبحث بهذه الوقفة المهمة:

لما أثنى الله على رسوله، صلى الله عليه وسلم لحسن خلقه، فقال: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} (القلم:٤) قال بعد عدة آيات: {وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ} (القلم:٩) .


(١) - انظر: تفسير القرطبي (١٣ / ٢٧٠) .

<<  <   >  >>