للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال ابن عباس:

لو ترخص لهم فيرخصون (١) .

والوقفة هنا: هناك من يتصور أن من لوازم حسن الخلق المداهنة والمصانعة.

بل تعجب إذا سمعت من يرى أن ذلك من أسس الدعوة وأساليبها.

وهذا خلل في الفهم، وقصور في التصور، وذلك أنه في السورة التي أثنى الله فيها على رسوله، صلى الله عليه وسلم لأخلاقه الرفيعة العظيمة، نفى عنه المداهنة والمصانعة. {وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ} {وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ} (القلم:٩، ١٠) مع التنبيه إلى أن هناك فرقا بين المداهنة المحرمة، والمدرارة المشروعة فليعلم ذلك (٢) .

هذه بعض الأخلاق التي ذكرها الله في القرآن الكريم، جاءت لتربي الأمة على الأخلاق الفاضلة، والمعاملة المستقيمة دون تكبر وبطر وغمط لحقوق الناس، أو ضعف وخور وذلة.

لقد اتصف اليهود بالكبر والتعالي والغطرسة حتى على أنبيائهم، ورسلهم، عليهم السلام، بل على ربهم - جلا وعلا -: {أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً} (النساء: من الآية ١٥٣) {ادْعُ لَنَا رَبَّكَ} (البقرة: من الآيات٦٨،٦٩، ٧٠) {فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا} (المائدة: من الآية ٢٤) .


(١) - انظر: تفسير ابن كثير (٤ / ٤٠٣) .
(٢) - انظر: كتاب: القول البين الأظهر للراجحي ص (١١٥) فقد بين ذلك.

<<  <   >  >>