٢- قال - تعالى -: {إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا}{إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا}{وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا}{إِلَّا الْمُصَلِّينَ}(المعارج:١٩- ٢٢) .
قال القرطبي: الهلع في اللغة: أشد الحرص، وأسوأ الجزع وأفحشه.
والمعنى: أنه لا يصبر على خير ولا شرّ حتى يفعل فيهما ما لا ينبغي.
والمنوع: هو الذي أصاب المال منع منه حق الله - تعالى -.
وقال أبو عبيدة: الهلوع: هو الذي إذا مسّه الخير لم يشكر، وإذا مسه الضرّ لم يصبر (١) .
٣- قال - تعالى -: {أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى}{فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى}{وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى}{وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى}{وَهُوَ يَخْشَى}{فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى}(عبس:٥-١٠) .
قال ابن كثير مبينًا دلالتها على الوسطية:
{أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى}{فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى}(عبس:٥،٦) أي: أمّا الغني فأنت تعرض له لعله يهتدي، {وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى}(عبس:٧) أي: بمطالب منه إذا لم يحصل له زكاة - وهي الهداية -.