للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقول - تعالى - منكرًا على الإنسان في اعتقاده إذا وسّع الله عليه في الرزق ليختبره في ذلك، فيعتقد أن ذلك من الله إكرام له، وليس كذلك بل هو ابتلاء وامتحان، كما قال -تعالى-: {أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ} {نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لَا يَشْعُرُونَ} (المؤمنون:٥٥، ٥٦) .

وكذلك في الجانب الآخر، إذا ابتلاه وامتحنه وضيّق عليه في الرزق يعتقد أن ذلك من الله إهانة له.

(كَلَّا) أي ليس الأمر كما زعم، لا في هذا، ولا في هذا، فإن الله تعالى يعطي المال من يحبّ ومن لا يحبّ، ويضيق على من يحب ومن لا يحبّ، وإنما المدار في ذلك على طاعة الله في كل من الحالين، إذا كان غنيًّا بأن يشكر الله على ذلك، وإذا كان فقيرًا بأن يصبر (١) .

٥- قال - تعالى - {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا} (الحجرات: من الآية ٦) .

والموقف من الخبر إذا جاء من الفاسق إمّا قبوله مطلقًا، وهذا إفراط، أو ردّه مطلقًا، وهذا تفريط، فقد يصدق خبره، وإما التثبت والتبين، وهذا هو الوسط وهو المشروع.


(١) - انظر: تفسير ابن كثير (٤ / ٥٠٩) .

<<  <   >  >>