للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال ابن كثير: واختلفت عبارات المفسّرين من السَّلف والخلف في تفسير الصّراط، وإن كان يرجع حاصلها إلى شيء واحد، وهو المتابعة لله ورسوله (١) .

وأعرِضُ الآن بعض أقوال المفسّرين الذين أشار إليهم ابن كثير - رحمه الله - (٢) .

فقد روى الطبري عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه عن النبي، صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: ((وذكر القرآن فقال: هو الصّراط المستقيم)) (٣) .

وقال أبو العالية: هو رسول الله، صلى الله عليه وسلم وصاحباه من بعده أبو بكر وعمر، قال الحسن: صدق أبو العالية ونصح.

وقال القاسمي في تفسير لهذه الآية في سورة الفاتحة: أشار شيخ الإسلام ابن تيمية في مبحث له مهمّ نأثره عنه هنا لما فيه من الفوائد الجليلة، قال - رحمه الله تعالى -: ينبغي أن يُعلم أن الاختلاف الواقع من المفسّرين وغيرهم على وجهين:

أحدهما ليس فيه تضادّ وتناقض، بل يمكن أن يكون كل منهما حقًّا، وإنًّما هو اختلاف تنوّع، أو اختلاف في الصّفات أو العبارات.

وعامّة الاختلاف الثابت عن مفسّري السَّلف من الصحابة والتَّابعين هو من هذا الباب.


(١) - انظر: تفسير ابن كثير (١ / ٢٧) .
(٢) - انظر هذه الأقوال في: تفسير الطبري (١ / ٧٤، ٧٥) . وزاد المسير (١ / ١٥) .
(٣) - أخرجه الترمذي (٥ / ١٥٨، ١٥٩) رقم (٢٩٠٦) وقال: هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وإسناده مجهول، وفي الحارث مقال. وأخرجه - أيضًا - الدارمي (٢ / ٥٢٧) رقم (٣٣٣٢) . وأخرجه أحمد مختصرًا (١ / ٩١) . قال الحافظ ابن كثير في فضائل القرآن ص (١١، ١٢) : وقصارى هذا الحديث أن يكون من كلام أمير المؤمنين علي - رضي الله عنه - وقد وهم بعضهم في رفعه، وهو كلام حسن صحيح.

<<  <   >  >>