للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والمراد بكون الإنسان يولد على الفطرة أنه يولد مجبولا على حب خالقه، وإقراره بوجوده وعبوديته؛ فلو خلي وفطرته لم يعدُ عن ذلك إلى غيره؛ فكما أنه يولد مفطورا على ما يلائم بدنه من الأغذية والأشربة فكذا يولد مفطورا على ما يلائم قلبه، وروحه من التوجه إلى الله، والإقرار به.

ولهذا قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «كل مولود يولد على الفطرة؛ فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه»

أي أن المولود يولد على الفطرة وهي الإسلام، ولهذا لم يقل أو يسلمانه؛ فاعتناق غير الإسلام يعد خروجا عن الأصلِ، والقاعدة بأسباب خارجة.

فالأبوان قد يصرفان المولود عن أصل فطرته إلى اليهودية، أو النصرانية، أو المجوسية، أو غير ذلك مما يخالف الفطرة.

ثم إن العقل السليم يؤيد الفطرة السليمة، فالعقل يدل أعظم الدلالة على الإيمان بالله؛ فمن نظر إلى هذا العالم، وما أودع الله فيه من المخلوقات المتنوعة من أرض، وسماء، وجبال، وبحار، وإنسان، وحيوان، وجماد، وزروع، ونحو ذلك - أدرك أن لهذا الكون خالقا وهو الله - عز وجل - فالقسمة العقلية في هذا الصدد لا تخرج عن ثلاثة أمور:

<<  <   >  >>