العبادة في الإسلام هي الغاية المحبوبة لله، والمرضية له، التي خلق لأجلها الخلق، وأرسل الرسل، وأنزل الكتب، وهي التي مدح القائمين بها، وذم المستكبرين عنها.
والعبادة في الإسلام لم تشرع للتضييق على الناس، ولا لإيقاعهم في الحرج.
وإنما شرعت لحكم عظيمة، ومصالح كثيرة، لا يحاط بعدها وحصرها.
فمن فضائل العبادة أنها تزكي النفوس، وتطهرها، وتسمو بها إلى أعلى درجات الكمال الإنساني.
ومن فضائلها أن الإنسان محتاج إليها أعظم الحاجة، بل هو مضطر لها أشد الضرورة؛ فالإنسان بطبعه ضعيف، فقير إلى الله، وكما أن جسده بحاجة إلى الطعام والشراب - فكذا قلبه وروحه بحاجة إلى العبادة والتوجه إلى الله، بل إن حاجة قلبه وروحه إلى العبادة أعظم بكثير من حاجة جسده إلى الطعام والشراب؛ فإن حقيقة العبد قلبه وروحه، ولا صلاح لهما إلا بالتوجه إلى الله بالعبادة؛ فلا تطمئن النفوس في الدنيا إلا بذكر الله وعبادته، ولو حصل للعبد لذات أو سرور بغير الله فلا يدوم، وقد يكون ذلك الذي يتلذذ به لا لذة فيه ولا سرور أصلا.