للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١- إما أن تكون هذه المخلوقات وجدت صدفة من غير مُحْدِث ولا خالق: وهذا محال ممتنع يجزم العقل ببطلانه؛ لأن كل من له عقل يعلم أنه لا يمكن أن يوجد شيء من غير مُحْدِث ولا موجد، ولأن وجود هذه المخلوقات على هذا النظام البديع المتَّسِق المتآلف، والارتباط الملتحم بين الأسباب والمسببات، وبين الكائنات بعضها مع بعض ـ يمنع منعا باتا أن يكون وجودها صدفة.

٢- وإما أن تكون هذه المخلوقات هي الخالقة لنفسها: وهذا محال ممتنع؛ فكل عاقل يجزم أن الشيء لا يخلق نفسه؛ لأنه قبل وجوده معدوم؛ فكيف يكون خالقا؟

وإذا بطل هذان القسمان تعين الثالث وهو:

٣- أن هذه المخلوقات لها خالق خلقها، ومحدث أوجدها: وهو الله الخالق لكل شيء، الذي لم يسبق بعدم، ولا ينتهي بفناء.

وقد ذكر الله - عز وجل - هذا الدليل العقلي القاطع في القرآن الكريم فقال: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ} .

<<  <   >  >>