للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هذا يصدق على الكتابة بمعناها المطلق؛ لكن ثمة من يجعل الكتابة درجات ويربطها بالتطور العقلي والحضاري للأمم.

التدوين:

يرى البعض أن التدوين أول درجات الكتابة؛ فهو وسيلة المعرفة والتثقيف ويرى أصحاب هذا الرأي أن هناك مرحلة أساسية لا بد أن يمرَّ بها المؤلف قبل أن يقوم بعملية التأليف-وهي مرحلة تالية للتدوين- والمقصود بها مرحلة الإنشاء أي عملية بناء الجملة التي تحسن تصوير الفكرة.

ومرحلة الإنشاء هذه تشمل دور التعبير الفطري الذي يغلب عليه الإيجاز والبساطة والجزالة، وتتمثل فيها صورة الكتابة العربية في مرحلتها التأسيسية.

ثم الدور الثاني من أدوار الإنشاء قبل الدخول في مرحلة التأليف وهو دور التعبير الفني، وفيه ازدادات العبارة تركيبًا نظرًا لثراء المعنى؛ إذ يبدأ الميل إلى التفصيل والرغبة في التحليل فتتعدد وسائل الربط بين العبارات١.

التأليف:

ولم يكن الإنشاء بأدواره المختلفة بمعزل عن التأليف؛ بل كان ممهدًا له تارة ومسايرًا لارتقائه وتطوره تارة أخرى؛ فقد بدأ مرحلة السماع والتدوين مباشرة فسرعان ما تطورت العلوم وتشعبت مسالكها، وبدأ ظهور التأليف اعتبارًا من المائة الثانية بعد الهجرة، كما ازدهر التصنيف الأدبي الذي يقوم على المختارات المدونة ثم تطور فيما بعد ليصبح تأليفًا منظمًا مبوبًا على يد الجاحظ وأضرابه.


١ راجع الدكتور: مصطفى الشكعة: مناهج التأليف عند العلماء العرب قسم الأدب دار العلم للملايين، بيروت سنة ١٩٧٤م ص٦١،ص٦٢.

<<  <   >  >>