للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مما سبق يتبين لنا أن الكتابة معنًى جامع شامل لمراحل وأنواع الإنشاء والتأليف، وأن الإنشاء يأتي بعد التدوين الذي يقتصر على مجرد التسجيل والتقييد، وفيه تبدو عملية التعبير الذاتي المستقل عن الأفكار التي تبدأ بسيطة وجزئية ثم تصبح شاملة وكافية في مرحلة التأليف.

مما سبق يتبين لنا أن الكتابة مرت بالأطوار التالية:

١- التدوين.

٢- الإنشاء: مر بالدور الفطري - والدور الفني - والدور البديعي.

٣- التأليف القائم على الجمع.

٤- التأليف المنهجي.

٥- التأليف الابتكاري أو الإبداعي. ومن المعروف أن الكتابة الإبداعية ليست مخصوصة بمرحلة معينة، ولكنها تتطور بتطور الخبرة الإنسانية١.

والآن ما هو المقصود بالتحرير الذي هو محور هذا البحث؟

إِذَا بَحَثْنَا عَنِ الْجِذْرِ اللغوي لِهَذِهِ الكلمة في المعاجم المعتمدة نجد أنها - في مادتها - الأصلية- تدل على معنيين رئيسيين هما: الشدة على إطلاقها فقد جاء في لسان العرب: واستحر القتل، وحر بمعنى: اشتد. وفي حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن جمع القرآن: "إن القتل قد استحر يوم اليمامية بالقراء، أي اشتد وكثر، وهو استفعل من الحر أي الشدة"٢.

أما المعنى الثاني فهو العتق من العبودية ففي لسان العرب: حر العبد يحر حرارة بالفتح أي: صار حرًّا، ومنه حديث أبي هريرة: فأنا أبو هريرة المحرر أي المعتق وحديث أبي الدرداء: شراركم الذين لا يعتق محررهم٣.


١ راجع: أنيس المقدسي، الفنون الأدبية وأعلامها في النهضة العربية الحديثة، دار العلم للملايين بيروت، ١٩٨٠م ص ٢٢٥ وما بعدها.
٢، ٣ ابن منظور، لسان العرب، دار المعارف د. ت مادة حرر ص ٨٢٨ وما بعدها.

<<  <   >  >>