الملك سعود، و"صناعة الكتابة" للدكتور فيكتور إلك، وكتاب "فن الكتابة الصحيحة" للدكتور غازي براكس وغيرها من الكتب، وعلى الرغم مما تتميز به هذه المؤلفات من دقة علمية؛ فإن بعضها لم يُعْنَ عناية كافية شاملة بفنون التعبير المختلفة والبعض الآخر لم يستوعب الأنواع الأدبية الحديثة، ولم يهتم بالحديث عن ضوابط الكتابة، ولست أزعم أنني في هذه المحاولة قد تلافيت النقص وسددت الثغرات؛ فليس في طاقة باحث فرد أن يفعل ذلك، ولكننى حاولت أن ألم إلمامة موجزة -اعتقدت أنها مفيدة- بضوابط الكتابة، وقد اجتهدت في البحث عنها في مظانها التراثية والحديثة ما استطعت إلى ذلك سبيلًا، وعمدت إلى دراسة أنماط التحرير دون إسهاب مع بعض النماذج التطبيقية التى يمكن أن تفيد الشادين في هذا المضمار من طلبة الجامعات والكليات، وغيرهم ممن تنازعهم الرغبة إلى الولوج في ساحة الكلمة، وكذلك الذين تضطرهم ظروف عملهم إلى إتقان أنماط من التحرير العملي، وحاولت جهدي أن أوفر لهم مرجعًا قريب المتناول، سهل المأخذ، وقد عمدت إلى كتب التراث التي اهتمت بفنون الكتابة مثل صبح الأعشي للقلقشندي والبيان والتبيين للجاحظ والمثل الثائر لابن الأثير وغيرها، وحاولت أن أستشيرها وأرجع إليها وأدل القارئ عليها دون أن أغفل المراجع الحديثة، وخصوصًا فيما يتعلق بالفنون المستجدة، ولعل الأسباب التى دعتني إلى الخوض في هذا العباب هو رغبتي في أن أفتح عيون القراء على المصادر والمراجع، ولهذا عمدت إلى إثبات أهم المصادر في نهاية كل فصل مع نبذة يسيرة عن كل واحد منها كلما تسير ذلك، ورأيت الحاجة إليه ملحة، وقد قامت خطة الكتاب على أسس أعتقد أنها تلبي الحاجة إلى المعرفة الضرورية بأصول الكتابة وفنونها في صورتها المبدئية دون إيغال في فلسفة هذه الأصول أو تسطيح لها.