للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيشبه رسوم الديار بلوح مذهب عليه جدد، وهي الطرائق التي فيها، ويقول الطوسي شارح ديوان لبيد، فما ينقله عن ابن الأعرابي، إن المذهب لوح ضمت إليه ألواح من جوانبه، كانوا يضعون عليه الكتب التي ترسل إلى الملوك تعظيمًا للملك. لا تمسه إلا يده يأخذ ما شاء ويترك ما شاء. فكانت هذه الكتب الموضوعة إما مبروزة: أي منشورة، وإما مختومة لم تنشر بعد، وعبر عن الكتاب المرسل بالناطق.

ومن الأبيات التي تشتمل على ذكر للكتابة، وقد تدل على أن للشاعر معرفة بالكتابة والقراءة: بيتا معقل بن خويلد، اللذان يذكر فيهما ما يُفهم منه أنه قرأ بيته الثاني في كتاب فاقتبسه، وذلك قوله١:

وإني كما قال مملي الكتا

ب في الرق إذ خطه الكاتب:

يرى الشاهد الحاضر المطمئن ... من الأمر ما لا يرى الغائب

ونحن نكتفي بهذا القدر من الأبيات التي تشتمل على دلالة تشير إلى معرفة قائليها بصور متعددة من الكتابة والقراءة. وأما سائر الأبيات التي تشتمل على ذكر الكتابة وما يتصل بها فقد عرضناها في مواطنها من الفصل السابق ولا حاجة بنا إلى إعادتها والاستكثار بها.

-٦-

تلك هي الأدلة العقلية الاستنباطية التي رأينا أنها قد تشير إلى معرفة الشعراء الجاهليين بالكتابة وإلى أن بعض هؤلاء الشعراء ربما استخدم الكتابة في تقييد


١ ديوان الهذليين ٣: ٧٠.

<<  <   >  >>