للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قرأ الكتب-: إن في الحكمة: أن منه ضعفًا. فغضب عمران بن الحصين وقال: أحدثك بما سمعت من النبي صلى الله عليه وسلم، وتحدثني عن صحفك هذه الخبيثة؟

ثم هذه الصحيفة التي كانت مع سويد بن الصامت، والتي لم تكن إلا كتابًا فيه حكمة لقمان١؛ وقد قرأها، قبل أن يسلم، على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستحسنها رسول الله وقال: "إن هذا الكلام حسن والذي معي أفضل من هذا: قرآن أنزله الله تعالى عليَّ، هو هدى ونور".

بقي أمر أخير في النفس منه شيء، بل أشياء: ذلك هو تسمية القصائد السبع أو العشر الجاهليات "بالمعلقات". فقد ذكر القدماء أنه قد بلغ من كلف العرب بالشعر وتفضيلها له "أن عمدت إلى سبع قصائد وتخيرتها من الشعر القديم، فكتبتها بماء الذهب في القباطي المدرجة، وعلقتها في أستار الكعبة، فمنه يقال: مذهبة امرئ القيس، ومذهبة زهير ... والمذهبات السبع، وقد يقال لها: المعلقات"٢. وقد نقل البغدادي ما يشبه هذا الكلام ثم قال٣: "ذكر ذلك غير واحد من العلماء. وقيل بل كان الملك إذا استجيدت قصيدة يقول: علقوا لنا هذه؛ لتكون في خزانته".

ولكن هذا الرأي في تفسير كلمة "المذهبات" أو "المعلقات" لم يسلم من النقد والاعتراض سواء من القدامى أو من المحدثين. فمن القدامى أبو جعفر أحمد بن محمد النحاس "المتوفى سنة ٣٣٨" الذي ذكر٤ "أن حمادًا هو الذي جمع السبع الطوال، ولم يثبت ما ذكره الناس من أنها كانت معلقة على الكعبة".


١ سيرة ابن هشام ٢: ٦٨، والفائق ١: ٢٠٦، ولسان العرب "جلل".
٢ ابن عبد ربه، العقد ٦: ١١٩.
٣ الخزانة ١: ١٢٣-١٢٤.
٤ ياقوت، إرشاد "حماد".

<<  <   >  >>