للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الصفراء "قرية كثيرة النخل والمزارع وماؤها عيون كلها، وهي فوق ينبع مما يلي المدينة، وماؤها يجري إلى ينبع"١

ومثال آخر: نَهْد، كانت كجهينة تسكن في الوبر دون المدر في جبلي رضوى وعزور٢، وكان قسم منها يسكن في قرية الصفراء.

ومثل ثالث: مزينة، كان قسم منها يسكن في جبل ورقان٣، وقسم آخر في جبلي القدسين٤، وقسم ثالث في جبلي نهبان٤، على حين يسكن قسم منها في قرية الفرع "وهي قرية غناء كبيرة"٥.

ومثل رابع: هذيل، كانت أقسام منها تسكن ضرعاء وهي "قرية بها قصور ومنبر وحصون"٦، وقسم يسكن في قريتي رهاط والحديبية٧، وقسم يسكن في مر الظهران وهي "قرية في واديها عيون كثيرة ونخيل وجميز"، إلى آخر ما شئت من الأمثلة.

وإذا كان يحلو لبعض الباحثين أن يجعلوا "لأهل الكتاب" في الجاهلية سهمًا في الحضارة أوفر من سهام "الأميين" -ولعلهم على شيء من الحق في ذلك- فمن يكون أهل الكتاب أولئك؟ وكيف يغرب عنا أن نصارى بلاد العرب ويهودها لم يكونوا -ما عدا قلة قليلة من الوافدين- غير قبائل قد تنصرت وتهودت، قبائل كاملة بقضها وقضيضها٨.


١ عرام بن الأصبغ: ٨
٢ المصدر السابق: ٧
٣ المصدر السابق: ١٦
٤ المصدر السابق: ١٨
٥ المصدر السابق: ١٩
٦ المصدر السابق: ٢٥، ٢٦
٧ المصدر السابق: ٢٧، ٢٨
٨ ابن حزم، الجمهرة: ٤٥٧، ٤٥٨ "فيقال إن إيادًا كلها، وربيعة كلها، وبكر، وتغلب، والنمر، وعبد القيس كلهم نصارى، وكذلك غسان، وبنو الحارث بن كعب بنجران، وطيئ، وتنوخ، وكثير من كلب، وكل من سكن الحيرة من تميم ولحم وغيرهم وكانت حمير يهودًا، وكثير من كندة، وذكر أبو عبيد "معجم ما استعجم ١: ٢٩" أن قبيلة من بلى نزلت أرضًا بين تيماء والمدينة "فأبت يهود أن يدخلوهم حصنهم وهم على غير دينهم، فتهودوا فأدخلوهم المدينة ... ".

<<  <   >  >>