للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الرجلان من بني مروان يختلفان في بيت شعر، فيرسلان راكبًا إلى قتادة يسأله، ولقد قدم عليه رجل من عند بعض أولاد الخلفاء من بني مروان فقال لقتادة: من قتل عمرًا وعامرًا التغلبيين يوم قضة؟ فقال: قتلهما جحدر بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة. قال: فشخص بها ثم عاد إليه فقال: أجل قتلهما جحدر، ولكن قتلهما جميعًا؟ فقال: اعتواره فطعن هذا بالسنان وهذا بالزج فعادى بينهما١.

وكتب عبد الملك بن مروان إلى الحجاج٢: أنت عندي كسالم. فلم يدر ما هو. فكتب إلى قتيبة يسأله، فكتب إليه: إن الشاعر يقول:

يديرونني عن سالم وأديرهم ... وجلدة بين الأنف والعين سالم

ثم كتب إليه مرة أخرى: أنت عندي قدح ابن مقبل. فلم يدر ما هو. فكتب إلى قتيبة يسأله -وكان قتيبة قد روى الشعر- فكتب إليه: أن ابن مقبل نعت قدحًا فقال:

مفدى مؤدى باليدين ملعن ... خليع قداح فائز متمنح

خروج من الغمى إذا صك صكة ... بدا والعيون المستكفة تلمع٣

وقال أبو عبيدة٤: حدثني قيس بن غالب عن مشيخة قومه أن عبد الملك بن مروان سأل رجالًا من بني فزارة كانوا عنده: من كان على الناس يوم النسار؟ قالوا: كانوا متساندين. قال: ويدخل أبو قشع -وكان أعلمنا-


١ العسكري، التصحيف والتحريف: ٤، وانظر طبقات ابن سلام: ٥١-٥٢.
٢ القالي، الأمالي ١: ١٥، وانظر أيضًا ياقوت: إرشاد ١: ٩٧، وفي ياقوت " ... فسأل قتيبة بن مسلم وكان راوية عالمًا عن ذلك".
٣ المتمنح: المستعار. الغمى: الجماعة من القداح. المستكفة: المحدقة به.
٤ النقائض: ٢٤٠.

<<  <   >  >>