للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هبلتك أمك لو نزلت برحلهم ... منعوك من عدم ومن إقراف

الخالطين فقيرهم بغنيهم ... حتى يعود فقيرهم كالكافي

ويكللون جفانهم بسديفهم ... حتى تغيب الشمس في الرجاف١

فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: هكذا سمعت الرواة ينشدونه.

وقال عدي بن أبي الزغباء يوم بدر٢:

أنا عدي والسحل ... أمشي بها مشي الفحل

يعني درعه ... قال النبي صلى الله عليه وسلم "وما السحل"؟ قال: الدرع.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم العدي عدي بن أبي الزغباء.

بل لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتمثل ببعض هذا الشعر الجاهلي فقد كان إذا استراث الخبر يتمثل بعجز بيت طرفة٣:

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلًا ... ويأتيك بالأخبار من لم تزود

ومن الشعر الجاهلي الذي كان ينشد بين يدي رسول الله فيستحسنه، ما قالته عائشة٤: دخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أتمثل بهذين البيتين:

ارفع ضعيفك لا يحر بك ضعفه ... يومًا فتدركه العواقب قد نما

يجزيك أو يثني عليك، وإن من ... أثنى عليك بما فعلت فقد جزى

فقال صلى الله عليه وسلم: ردي عليَّ قول اليهودي قاتله الله، لقد أتاني جبريل برسالة من ربي: أيما رجل صنع إلى أخيه صنيعة فلم يجد له جزاء إلا الثناء عليه والدعاء له فقد كافأه.


١ الرجاف: البحر.
٢ الواقدي، المغازي: ٦٠.
٣ معجم المرزباني: ٢٠٣، وانظر الفاضل للمبرد: ٩.
٤ الأغاني ٣: ١١٧.

<<  <   >  >>