للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد عقب أبو عبد الله المصعب الزبيري بعد أن أورد هذه الأبيات بقوله: "وقال بعض من يعلم: لما قدم خالد بن عبد الله القسري أميرًا على العراق، ومعه قوم من جند الشأم، فيهم من لخم وجذام، فأهدت لهم بنو أسد بن خزيمة، فقالوا: أنتم قومنا! وأحدثوا هذا الشعر، إلا بيتًا منه: لم أر مثل الذي يأتون جاء به فإنه قديم لا يُدرى لمن هو؟ ولا من عُني به".

وموضوع ثالث -غير القصص والأسمار وغير الأنساب- كان مجالًا واسعًا أيضًا للوضع والنحل هو أخبار أيام العرب في الجاهلية. وهو موضوع يتصل بسابقيه اتصالًا وثيقًا، وتكاد ثلاثتها تكون موضوعًا واحدًا متصلًا ذا فروع مختلفة. فمن أمثلة وضع الشعر في الأخبار ونحله للشعراء الجاهليين ليكون ذلك سندًا للخبر الذي يساق ما أورد أبو عبيدة في حديث البراجم قال١:

قال عوف بن عطية التيمي يعير لقيط بن زرارة أسر بني عامر معبد بن زرارة وفرار لقيط عنه:

هلا فوارس رحرحان هجوتم ... عشرًا تناوح في سرارة واد

لا تأكل الإبل الغراث نباته ... ما إن يقوم عماده بعماد

هلا كررت على ابن أمك معبد ... والعامري يقوده بصفاد

وذكرت من لبن المحلق شربة ... والخيل تعدو في الصعيد بداد٢

قال أبو عبيدة: وبقية هذه القصيدة مصنوعة.

وقال أبو عبيدة أيضًا في يوم النسار٣: وأنشدوني في تصداق ذلك "أن الأسود كان رئيس الرباب يوم النسار" قول عوف بن عطية بن الخرع التيمي:


١ النقائض: ٢٢٨.
٢ العشر: شجر كبير له شوك. تتناوح: تتقابل. الغراث: الجياع. المحلق: إبل سمتها على هيئة الحلقة على أفخاذها. بداد. متفرقة.
٣ النقائض: ٢٤٠.

<<  <   >  >>