للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هذا الراوية من المعمرين، فروى عنه جميع الأخبار التي رواها عن الأعشى راوية واحد بعينه هو سماك بن حرب. ثم روى عن سماك عدة رواة١.

فعبيد هذا يروي عن الأعشى خبر قدومه على النعمان وإنشاده بين يديه قصيدته٢:

إليك أبيت اللعن كان كلالها ... تروح مع الليل التمام وتغتدي

وهو أيضًا يروي عن الأعشى أنه سأله تفسير كلمات في أحد أبياته وذلك قوله٣:

ومدامة مما تعتق بابل ... كدم الذبيح سلبتها جريالها

فلما سأله: ماذا أردت بقولك؟ قال: شربتها حمراء وبلتها بيضاء.

وهو كذلك يوازن بين الأعشى ولبيد فيقول٤: كان الأعشى قدريًّا وكان لبيد مثبتًا. قال لبيد:

من هداه سبل الخير اهتدى ... ناعم البال ومن شاء أضل

وقال الأعشى:

استأثر الله بالوفاء وبالـ ... عدل وولى الملامة الرجلا

فلما سئل: من أين أخذ الأعشى مذهبه؟ قال: من قبل العباديين نصارى الحيرة، كان يأتيهم يشتري منهم الخمر فلقنوه ذلك.


١ انظر ما تقدم عن رواة الشاعر في الفصل الثاني من هذا الباب.
٢ ابن قتيبة. الشعر والشعراء ١: ٢١٥.
٣ الشعر والشعراء ١: ٢١٥-٢١٦، وانظر أيضًا الجواليقي: المعرب ص٤٦، والبغدادي: الخزانة ٤: ١٩٧.
٤ الأغاني ٩: ١١٢.

<<  <   >  >>