للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويُروى أن النابغة الجعدي دخل على الحسن بن علي فودعه، فقال له الحسن١: أنشدنا من بعض شعرك فأنشد:

الحمد لله لا شريك له ... من لم يقلها فنفسه ظلما

فقال له: يا أبا ليلى. ما كنا نروي في هذه الأبيات إلا لأمية بن أبي الصمت. قال: يابن رسول الله والله إني لأول الناس قالها، وإن السروق من سرق أمية شعره.

كان الأعشى قد مدح قيس بن معديكرب الكندي بقصيدة دالية٢، فقال له قيس: إنك تسرق الشعر: فقال له الأعشى: قيدني في بيت حتى أقول لك شعرًا. فحبسه وقيده. فقال عند ذلك قصيدته التي أولها:

أأزمعت من آل ليلى ابتكارا ... وشطت على ذي هوى أن تزارا

وفيها يقول:

وقيدني الشعر في بيته ... كما قيدت الآسرات الحمارا

وسألت عائشة أم المؤمنين من صاحب هذه الأبيات٣:

جزى الله خيرًا من إمام وباركت ... يد الله في ذك الأديم الممزق

فمن يسع أو يركب جناحي نعامة ... ليدرك ما حاولت بالأمس يسبق

قضيت أمورًا ثم غادرت بعدها ... بوائق في أكمامها لم تفتق

وما كنت أخشى أن تكون وفاته ... بكفي سبنتي أزرق العين مطرق

فقالوا: مزرد بن ضرار: قالت عائشة: لقبت مزردًا بعد ذلك فحلف بالله ما شهد تلك السنة الموسم.


١ طبقات ابن سلام: ١٠٦-١٠٧، والأغاني ٥: ١٠.
٢ انظر ابن قتيبة، الشعر والشعراء، ٢١٤-٢١٥، واستدراك صاحب الخزانة عليه في الخزانة ٣: ٢٧٥ "سلفية".
٣ ابن سعد ٣/ ١: ٢٤١، وانظر طبقات ابن سلام: ١١١ حيث نسبها إلى جزه أخي مزرد.

<<  <   >  >>