للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ففي سيرة ابن إسحاق وتعقيب ابن هشام ما يستحق أن يوقف عنده وقفة خاصة به. ولقد تتبعت كل ما أخذه ابن هشام على ابن إسحاق ونقده فيه، فوجدته لا يعدو واحدًا من أمور أربعة:

الأول: أنه يورد أبيات الشعر التي أوردها ابن إسحاق، وينسبها إلى من نسبها إليه ابن إسحاق، ثم يضيف أنها قد تنسب كلها أو بعضها إلى غيره. وقد تكرر منه ذلك في ثمانية وعشرين موضعًا، سأذكر أرقام صفحاتها على سبيل الحصر١، وأكتفي بذكر بعضها على سبيل المثال. فمن ذلك ما يُروى لأمية بن أبي الصلت مما يُروى لغيره أيضًا. فقد أورد أبياتًا عن ابن إسحاق من شعر أبي قيس بن الأسلت، ثم عقب عليها بقوله٢: "قال ابن هشام: وهذه الأبيات في قصيدة له، والقصيدة تُروى لأمية بن أبي الصلت". وكذلك قال ابن إسحاق٣: "وقال أبو الصلت بن أبي ربيعة الثقفي في شأن الفيل، ويذكر الحنيفية دين إبراهيم عليه السلام. قال ابن هشام: تُروى لأمية بن أبي الصلت بن أبي ربيعة الثقفي". وقال ابن إسحاق٤: "قال أبو الصلت بن أبي ربيعة الثقفي قال ابن هشام: وتُروى لأمية بن أبي الصلت". وأورد ابن إسحاق أبياتًا نسبها إلى زيد بن عمرو بن نفيل. فقال ابن هشام٥: "هي لأمية بن أبي الصلت في قصيدة له، إلا البيتين الأولين، والبيت الخامس، وآخرها بيتًا".

وأورد كذلك أبياتًا نسبها إلى ورقة بن نوفل بن أسد، فقال ابن هشام٦:


١ السيرة ج١: ١٥، ٦٠، ٦٢، ٦٧ "مكرر"، ٦٨-٦٩، ٧٤، ٨٩، ٩٠، ٩١، ١٠٥، ١٣٦، ٢٤٢، ٢٤٧/ ج٢: ١٥٩، ٢٢٣، ٢٥٦، ٣١٠/ ج٣: ١٦، ٢٠، ٨٣، ١٣٩، ٢١٢، ٢٢١، ٢٢٣، ٢٨٢، ٣٦٢، ج٤: ٥١، ٩٠، ١٩٩.
٢ المصدر السابق ١: ٦٠.
٣ المصدر السابق ١: ٦٢.
٤ المصدر السابق ١: ٦٧.
٥ المصدر السابق: ٢٤٢.
٦ المصدر السابق ١: ٢٤٧.

<<  <   >  >>