للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ب- وروى أبو الفرج أيضًا١ "أن ابن الأعرابي قال: سمعت المفضل الضبي يقول: قد سلط على الشعر من حماد الراوية ما أفسده فلا يصلح أبدًا. فقيل له: وكيف ذلك؟ أيخطئ في روايته أم يلحن؟ قال: ليته كان كذلك، فإن أهل العلم يردون من أخطأ إلى الصواب، لا ولكنه رجل عالم بلغات العرب وأشعارها، ومذاهب الشعراء ومعانيهم، فلا يزال يقول الشعر يشبه به مذهب رجل ويدخله في شعره، ويُحمل ذلك عنه في الآفاق، فتختلط أشعار القدماء، ولا يتميز الصحيح منها إلا عند عالم ناقد، وأين ذلك! ".

٢- الأصمعي وحماد:

روى أبو الفرج٢ أن الرياشي قال، قال الأصمعي: كان حماد أعلم الناس إذا نصح. وزاد ياقوت على ذلك يشرح قول الأصمعي٣: يعني إذا لم يزد وينقص في الأشعار والأخبار، فإنه كان متهمًا بأنه يقول الشعر وينحله شعراء العرب.

وروى أبو الطيب اللغوي٤ أن أبا حاتم السجستاني قال، قال الأصمعي: جالست حمادًا فلم أجد عنده ثلاثمائة حرف، ولم أرض روايته، وكان قديمًا.

وذكر أبو الطيب أن الأصمعي روى عن حماد شيئًا من الشعر٥؛ وأن أبا حاتم قال، قال الأصمعي: كل شيء في أيدينا من شعر امرئ القيس فهو عن حماد الراوية إلا نتفًا سمعتها من الأعراب وأبي عمرو بن العلاء.

٣- أبو عمرو بن العلاء وحماد:

روى أبو الفرج٦ أن أبا عمرو الشيباني قال: ما سألت أبا عمرو بن العلاء


١ الأغاني ٦: ٨٩.
٢ المصدر السابق ٦: ٧٠.
٣ إرشاد ١٠: ٢٦٥.
٤ مراتب النحويين، ورقة: ١١٨.
٥ المصدر السابق: ١١٦.
٦ الأغاني ٦: ٧٣.

<<  <   >  >>