للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أبي عمرو الشيباني، وأبي عبد الله بن الأعرابي، والمعروف عن ابن الأعرابي أنه كان "ربيبًا للمفضل الضبي، وسمع منه الدواوين وصححها"١. أما أبو الحسن الطوسي فمع أنه أخذ عن مشايخ الكوفيين والبصريين٢، إلا أن "أكثر مجالسته وأخذه عن ابن الأعرابي"٣ وسنعود إلى الحديث عن نسخة الطوسي بعد قليل.

"ثانيًا" روايات التلاميذ:

وهي أيضًا على ضربين: روايات بصرية، وروايات كوفية. فقد كان علماء البصرة يقرءون دواوين الشعراء على شيوخهم البصريين ويروونها عنهم، وكان علماء الكوفة يقرءون دواوين الشعراء على شيوخهم الكوفيين ويروونها عنهم، فمن علماء البصريين من رجال الطبقة الثانية الذين أخذوا عن الأصمعي أبو نصر أحمد بن حاتم الباهلي، وأبو حاتم سهل بن محمد السجستاني. فقد كان صاحب الأصمعي، وحين قدم إلى أصبهان "نقل معه مصنفات الأصمعي وأشعار شعراء الجاهلية والإسلام مقروءة على الأصمعي"٤. وكان مما أخذه أبو نصر عن الأصمعي ديوان امرئ القيس غير أن روايته لم تبق لنا كاملة، وإنما بقيت لنا منها إشارة عابرة حفظت في النسخة التي سميناها نسخة الطوسي. وأما أبو حاتم سهل بن محمد السجستاني "المتوفى سنة ٢٥٥" فقد بقيت لنا روايته لديوان امرئ القيس عن الأصمعي كاملة في نسخة الأعلم الشنتمري، فقد أورد الأعلم ثماني وعشرين قصيدة ومقطعة، ثم قال٥: "قال أبو حاتم: هذا آخر ما صحح الأصمعي من شعر امرئ القيس". ثم قال: "كملت رواية أبي حاتم عن الأصمعي والحمد لله". ومن تلامذة أبي حاتم الذين أخذوا عنه رواية دواوين الشعر: أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد.


١ نزهة الألباء: ١٠٦، وياقوت - إرشاد ١٨-١٩٠.
٢ الفهرست: ١٠٦، ونزهة الألباء: ١٢٥-١٢٦.
٣ المصدران السابقان.
٤ ياقوت إرشاد ٢: ٢٨٥.
٥ ورقة: ٦٤.

<<  <   >  >>