للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"المتوفى سنة ٣٢١"، وقد أخذ ابن دريد عن غير أبي حاتم من علماء البصريين مثل: الرياشي والتوزي والزيادي١. وسنرى عند حديثنا عن نسخة الأعلم ورواية الأصمعي أن أبا علي القالي هو الذي أدخل رواية الأصمعي هذه لديوان امرئ القيس إلى الأندلس، وأنه أخذها عن شيخه ابن دريد تلميذ أبي حاتم السجستاني. وكذلك بقيت لنا إشارات متفرقة من رواية ابن دريد في نسخة ابن النحاس على ما سنبينه بعد قليل.

أما رواة الكوفيين فقد تحدثنا منهم عن المفضل وتلميذيه: أبي عمرو الشيباني، وأبي عبد الله بن الأعرابي. وقد خلف بعد هذين خلف أخذوا عنهم، منهم: محمد بن حبيب "المتوفى سنة ٢٤٥"، ويعقوب بن السكيت "المتوفى سنة ٢٤٦"، وقد مر بنا أن النديم ذكر في فهرسته أن ممن روى ديوان امرئ القيس: محمد بن حبيب ويعقوب بن السكيت٢، وهما من علماء بغداد الذين أخذوا عن الكوفيين خاصة٣، ولا سيما أبي عمرو الشيباني وابن الأعرابي٤ ولم تصل إلينا رواية هذين العالمين لديوان امرئ القيس إلا إشارات عابرة لبعض رواية ابن حبيب وشرحه أوردها ابن النحاس في نسخته٥، وإن كنا نرجح أن السكري قد اعتمد روايتهما أو رواية أحدهما أصلًا من أصول نسخته على ما سنبينه عند حديثنا عن رواية السكري.

ومن هذا العرض الموجز لروايات التلاميذ يبدو لنا -مما بقي لنا من رواياتهم- أنهم لم يدخلوا أنفسهم فيما رووه عن شيوخهم من علماء الطبقة الأولى، بل اكتفوا بمجرد الرواية والنقل، كما رأينا في حديثنا عن أبي نصر أحمد بن حاتم الباهلي وأبي حاتم السجستاني في روايتهما لديوان امرئ القيس عن الأصمعي؛


١ الفهرست: ٩١.
٢ الفهرست: ٢٢٣.
٣ الفهرست: ١٠٨، وطبقات اللغويين والنحويين: ١٥٣ حيث عد ابن حبيب من الكوفيين.
٤ نزهة الألباء: ١٢٣، وياقوت، وإرشاد ١٨: ١١٢.
٥ انظر مثلًا ورقة: ٦و ١٠و ١٢ و ١٥ و ١٩.

<<  <   >  >>