أما الرواة العلماء الذين يرد ذكر رواياتهم أو شروحهم في هذه النسخة فهم: الأصمعي وأبو عبيدة وأبو حاتم والفراء والطوسي وأبو سعيد السكري وابن حبيب والمفضل وأبو عمرو الشيباني وابن الأعرابي وابن دريد واليزيدي.
وفي هذه النسخة أمر جدير بالنظر انفردت به نسخة ابن النحاس دون غيرها من النسخ والروايات، وهو ترتيب القصائد على حروف الروي. غير أنه بدأ بالمعلقة، ثم أورد جميع القصائد اللامية، ثم أتبعها بالرائيات، ثم البائيات، ثم تسلسل مع حروف الهجاء إلى الياء، غير أنه قدم الضاد على الصاد. ويبدو أن سبب هذا الترتيب أنه بدأ بالمعلقة لشهرتها وقيمتها، ولما كانت المعلقة لامية فقد أتبعها بجميع القصائد اللاميات، ثم ثنَّى بالرائيات لأنها أكثر عددًا من قصائد الحروف الأخرى، فلما انتهى منها تساوت عنده القصائد الباقية فسردها على تتابع حروف الهجاء.
وأمر آخر جدير بالنظر ويدل على عناية ابن النحاس بالترتيب والتبويب والتقسيم: أنه يذكر بعد كل بيت ثلاثة عناوين: "ما فيه من الغريب"، و"ما فيه من الروايات"، و"ما فيه من المعنى.." ثم يذكر بعد كل عنوان ما يجده في بابه، وهو يتبع هذا التقسيم بعد كل بيت ولا يكاد يخرج عنه إلا حيث لا يجد شيئًا يذكره بعد أحد هذه العناوين.