للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مجموعته أنه اعتمد -في نسخته لدواوين هؤلاء الشعراء- على أصح رواياتها، وهي رواية الأصمعي، قال: "واعتمدت فيما جلبته من هذ الأشعار على أصح رواياتها، وأوضح طرقاتها، وهي رواية عبد الملك بن قريب الأصمعي، لتواطؤ الناس عليها، واعتيادهم لها، واتفاق الجمهور على تفضيلها؛ وأتبعت ما صح من رواياته قصائد متخيرة من رواية غيره ... " ومن عادة الأعلم في مجموعته هذه أنه يستوفي رواية الأصمعي كاملة في كل ديوان من هذه الدواوين، ثم يتبعها بقصائد مختارة للشاعر يختارها من غير رواية الأصمعي، ثم ينص على هذه المختارات من رواية الكوفيين وخاصة المفضل وأبا عمرو الشيباني.

وعلى هذا الأساس الواضح أورد الأعلم ثماني عشرة قصيدة ومقطعة لزهير ثم ذكر في ختامها ما يلي١: "كمل جميع ما رواه الأصمعي من شعر زهير، ونصل به بعض ما رواه غيره إن شاء الله". ثم يورد قصيدتين ذكر أنهما مما رواه أبو عمرو والمفضل، ويختم نسخته بقوله٢: "كمل جميع شعر زهير مما رواه الأصمعى وأبو عمرو والمفضل..". وسنورد مطالع هذه القصائد في ثبت نلحقه بهذا الحديث.

غير أن الأعلم قد أورد -فيما أورده من رواية الأصمعي لشعر زهير- ثلاث قصائد ليست من رواية الأصمعي، وقد نص في الأوليين منها -وقد مر ذكرهما قبل قليل- على أن أبا حاتم السجستاني قال: "لم يعرفها الأصمعي وعرفها أبو عبيدة". وذكر في حديثه عن القصيدة الثالثة، وهي:

ألا ليت شعري هل يرى الناس ما أرى ... من الأمر أو يبدو لهم ما بدا ليا


١ شرح ديوان زهير للأعلم. المطبعة الحميدية سنة ١٣٢٣هـ، ص٩٠.
٢ المصدر السابق: ٩٨.

<<  <   >  >>