للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أن الأصمعي قال١: "ليست لزهير، ويقال: هي لصرمة الأنصاري ولا تشبه كلام زهير" فإذا كانت هذه القصيدة الثالثة من رواية أبي عبيدة أيضًا، جاز لنا أن نفرض أن الأعلم قد أورد في القسم الأول من نسخته ما صح من رواية شيخي البصرة: الأصمعي وأبي عبيدة، وإن كان قد جعل جل اعتماده على رواية الأصمعي. وسنعود إلى الحديث عن رواية الأصمعي بعد أن نستوفي حديثنا عن الأصول الكوفية.

الأصول الكوفية:

٩-١١- أما علماء الكوفة من الطبقة الأولى من الرواة الذين رووا ديوان زهير فهم: حماد الراوية، والمفضل بن محمد الضبي، وأبو عمرو الشيباني.

غير أن روايات هؤلاء العلماء لم تصلنا منفردة، مستقلة، بل جاءتنا مختلطة متداخلة في مجموعة نُسبت مع شرح أبياتها إلى ثعلب، وقد طبعت هذه المجموعة من الروايات بدار الكتب المصرية، وفي مقدمتها حديث مفصل عن ترجيح نسبتها إلى أبي العباس ثعلب. وقد اعتمدت هذه الطبعة على عدة نسخ خطية ذكرت أوصافها وأرقامها في مقدمتها. ودراسة هذه الطبعة تدلنا على أن ثعلبًا قد جمع في مجموعته بين الروايات الكوفية والروايات البصرية، فكثيرًا ما يورد في شرحه شروحًا للأصمعي وأبي عبيدة، وكثيرًا ما يورد رواياتهما المختلفة في الألفاظ والأبيات، وحسبنا أمثلة قليلة عن ذلك: فقد أورد سبعة وثلاثين بيتًا من قصيدة زهير:

صحا القلب عن سلمى وأقصر باطله ... وعري أفراس الصبا ورواحله

ثم قال٢: "وهذه آخر رواية أبي عمرو، وروى أبو عبيدة والأصمعي.."


١ شرح ديوان زهير للأعلم: ٨٦.
٢ ص١٤٢.

<<  <   >  >>