للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نصبنا المعلم الثاني الذي نستأنس به في سبيل بحثنا هذا.

وبقي معلم ثالث إذا أقمناه، استقام لنا وجه الطريق، وانتهى عنده مطافنا، هذا المعلم الثالث قوامه خبران، أو خبر ونص شعري:

١- أما الخبر ففيه تأييد لما قدمناه من أمر عثور حماد على جزء من شعر الأنصار، وذلك أن أبا الفرج الأصفهاني يروي عن شيوخه في إسناد طويل قوله١: "نهى عمر بن الخطاب الناس أن ينشدوا شيئًا من مناقضة الأنصار ومشركي قريش، وقال: في ذلك شتم الحي بالميت وتجديد الضغائن، وقد هدم الله أمر الجاهلية بما جاء من الإسلام". ثم يروي لنا في خبر طويل أن عبد الله بن الزِّبَعْرَي السهمي وضرار بن الخطاب الفهري أنشدا حساب بن ثابت شعرًا مما كانا قالاه قبل الإسلام، فشكاهما حسان إلى عمر ... وكان من نتيجة ذلك أن قال عمر لمن حضر مجلسه: "إني كنت نهيتكم أن تذكروا مما كان بين المسلمين والمشركين شيئًا دفعًا للتضاغن عنكم وبث القبيح فيما بينكم، فأما إذ أبوا، فاكتبوه واحتفظوا به" قال: "فدونوا ذلك عندهم. قال خلاد بن محمد فأدركته والله وإن الأنصار لتجدده عندها إذا خافت بلاه".

٢- أما النص الشعري، فقول بشر بن أبي خازم -وهو شاعر جاهلي لم يدرك الإسلام- قال٢:

وجدنا في كتاب بني تميم ... "أحق الخيل بالركض المعار"

وقد تحدثنا عن هذا البيت، وعن ترقيمنا إياه ووضعنا شطره الثاني بين علامتي اقتباس في الباب الثاني من هذا البحث٣. ولكننا نحب أن نضيف إلى قولنا السابق شيئًا جديدًا، وهو: أن بعض الباحثين قد شك في هذا البيت،


١ الأغاني ٤: ١٤٠-١٤١,
٢ المفضليات: ٩٨.
٣ انظر ص١٦٣-١٦٤ من هذا الكتاب.

<<  <   >  >>