للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من الغريب ولا من المعاني ولا تفسير الشعراء"١.

وما في هذه المفضليات من شرح إنما صنعه أبو محمد القاسم بن محمد بن بشار الأنباري "المتوفى سنة ٣٠٤" وقد أخذها إملاء مجلسًا مجلسًا عن أبي عكرمة عامر بن عمران الضبي "المتوفى سنة ٢٥٠"، وأخذها أبو عكرمة عن ابن الأعرابي "المتوفى سنة ٢٣٢"؛ ولم يكتف أبو محمد بن الأنباري بذلك، وإنما كان يرجع إلى علماء آخرين مثل: أبي عمرو بندار الكرخي، وأبي بكر العبدي، وأبي عبد الله محمد بن رستم، وأبي الحسن على بن سنان الطوسي، فيسألهم عن الشيء بعد الشيء منها؛ فلما فرغ منها كلها عرضها على أبي جعفر أحمد بن عبيد بن ناصح "المتوفى سنة ٢٧٣" وقرأها عليه: شعرها وغريبها. فلما تم له ذلك أقرأها تلامذته، فكان ممن قرأها عليه ابنه أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري، وقرأها على أبي بكر هذا أبو بكر أحمد بن محمد الجراح الخزاز؛ وبذلك تمت لهذه المجموعة روايتها في إسناد متصل من ابن الجراح إلى المفضل الضبي. وقد فصل ذلك كله تفصيلًا دقيقًا في مطلع النسخة التي بين أيدينا، وهذا نصه "أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الجراح الخزاز قراءة عليه، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن القاسم الأنبارين قال: قرأت على أبي هذا الكتاب: الشعر والتفسير، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد النبي وآله وسلم كثيرًا سرمدًا دائمًا، وحسبنا الله ونعم الوكيل. قال أبو محمد القاسم بن محمد بن بشار الأنباري: أملى علينا عامر بن عمران أبو عكرمة الضبي هذه القصائد المختارة المنسوبة إلى المفضل بن محمد الضبي إملاءً مجلسًا مجلسًا من أولها إلى آخرها، وذكر أنه أخذها عن أبي عبد الله محمد بن زياد الأعرابي، وذكر أنه أخذها عن المفضل الضبي. قال أبو محمد: وكنت أسأل أبا عمرو بندار الكرخي، وأبا بكر العبدي، وأبا عبد الله محمد بن رستم، والطوسي وغيرهم، عن الشيء


١ مراتب النحويين: ١١٤.

<<  <   >  >>