للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

زمن هؤلاء الرواة العلماء من رجال الطبقة الأولى، لم تنقطع خلال هذا الزمن فترة مهما تكن قصيرة. وذكرنا في مواطن متفرقة من هذا البحث أن مصادر هذه الطبقة الأولى من العلماء كانت ثلاثة: الصحف والمدونات التي وصلت إليهم من العصور السابقة؛ والأخذ عن الشيوخ العلماء من رجال المدرسة الواحدة أو المدرستين معًا بالرواية الشفهية وبالقراءة وبالإملاء، ثم الرواية عن الرواة من الأعراب. ثم قلنا إن هؤلاء العلماء كانوا يجمعون كل ذلك وينقدونه ويمحصونه ثم يبقون منه ما رجحت لهم صحته، فيدونونه في نسختهم الخاصة التي يرويها عنهم تلاميذهم.

ومع هذا كله، فقد كان علماء الطبقة الأولى يسندون أحيانًا، وكذلك فعل الأصمعي في بعض مختاراته هذه، فنص في ست منها على أنه رواها عن أبي عمرو بن العلاء وهي:

١- "قال المنخل بن عامر ... اليشكري، قال أبو سعيد: قرأتها على أبي عمرو بن العلاء١".

٢- "قال أبو الفضل الكناني، قال أبو سعيد: أنشدنيها أبو عمرو بن العلاء"٢.

٣- "قال أبو سعيد، قال أبو عمرو بن العلاء: قال عمرو بن الأسود. هذه القصيدة يوم ذي قار"٣.

٤- "قال أبو سعيد: سمعت أبا عمرو بن العلاء ينشد هذه القصيدة لامرئ القيس"٤.

٥- "قال الأصمعي، سمعت أبا عمرو بن العلاء يقول: ساب يزيد


١ الأصمعيات - ط. دار المعارف: ٥٢.
٢ المصدر السابق: ٧٥.
٣ المصدر السابق: ٧٧.
٤ المصدر السابق: ١٤٢.

<<  <   >  >>