للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أحد النساخ، فإن معنى ذلك أن محمد بن أبي الخطاب قد عاش قبل منتصف القرن الخامس الهجري "مات ابن رشيق سنة ٤٦٣هـ".

ثم إننا وجدنا في معهد إحياء المخطوطات العربي صورة من نسخة أصلها في مكتبة كوبريلي، وعنوانها "جمهرة أشعار العرب في الجاهلية والإسلام، وما وافق القرآن على ألسنتهم واشتقت بهم لغتهم وألفاظهم". والنسخة مكتوبة في سنة ٦٨٣ هجرية كما هو مذكور في آخرها. وهي تتفق مع النسخة المطبوعة في العنوان وفي المحتويات، وإن كان بينهما من الاختلاف ما يكون عادة بين النسخ الخطية المتعددة للكتاب الواحد. غير أن هذه النسخة المصورة مذكور في أولها أن مؤلفها وشارحها هو: محمد بن أيوب العزيزي ثم العمري!! وهو مجهول أيضًا لم نعثر له على ترجمة، أفيكون رجلًا آخر غير محمد بن أبي الخطاب؟ أم أنه هو هو؟ ويكون بذلك أبوه أيوب هو أبا الخطاب كنية؟

وأمر ثالث: هل محمد بن أبي الخطاب أو محمد بن أيوب هو مؤلف هذا الكتاب، أو شارحه وراويه؟ ولرب قائل يقول: إن محمد بن أبي الخطاب أو محمد بن أيوب هو مؤلف الكتاب من غير ريب. وأن على ذلك دليلين؛ الأول: نص واضح في أول الكتاب، ففي المطبوعة "هذا الكتاب جمهرة أشعار العرب في الجاهلية والإسلام. تأليف أبي زيد محمد بن أبي الخطاب القرشي.."، وفي المخطوطة "ألفه وشرحه محمد بن أيوب العزيزي ثم العمري". والدليل الثاني: أن أكثر الأخبار والروايات في القسم الأول من الكتاب وهو مقدمته، مصدرة بقوله "قال محمد" ثم يذكر إسناد الرواية.

ومع أن هذين الدليلين كان يصح أن يكفيا للتدليل على أن هذا الرجل هو مؤلف الكتاب إلا أننا لا نستطيع، بعد الدرس، أن نسلم بهذه النتيجة وذلك لأننا وجدنا أن محمدا هذا يروي الكثرة الغالبة من أخبار مقدمته عن رجل بعينه هو "أبو عبد الله المفضل بن عبد الله بن محمد بن المجبر١ بن


١ في المطبوعات الثلاث "المحبر" وهو تصحيف، صوابه "المجبر" بالجيم المعجمة ففي نسب قريش للمصعب الزبيري ص٣٥٦ "وأما عبد الرحمن الأصغر "ابن عمر بن الخطاب" فهلك وترك ابنًا له، فسمي به، فسمته حفصة بنت عمر: عبد الرحمن، ولقبته "المجبر"، قالت "يجبره الله" فولده يعرفون ببني المجبر". وانظر أيضا جمهرة أنساب العرب لابن حزم ص١٤٦.

<<  <   >  >>