للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الطبقات والرجال، فلم يذكر مع المحدثين ورواة الحديث، ولا مع اللغويين والنحويين، ولا مع الشعراء والأدباء، ولا مع مؤلفي الكتب وجامعي الدواوين.

ثم تتبعنا ذكره وذكر جمهرته فيما بين أيدينا من كتب الأدب عامة، فوجدناه مذكورًا في خزانة الأدب للبغدادي١، وفي المزهر للسيوطي٢، وفي العمدة لابن رشيق٣ أما في الخزانة فقد ذكره البغدادي ست مرات لم يسمه في أربع منها، وإنما ذكر الكتاب من غير نسبة مرة، وقال في مرة أخرى: صاحب جمهرة أشعار العرب وقال في المرتين الأخريين: شارح جمهرة أشعار العرب وسماه في الموطنين الباقيين باسم محمد بن أبي الخطاب، ومن غير كنية ومن غير نسبة بعد الاسم. غير أنه في أحد هذين الموطنين نقل اسمه من العمدة، فقال: "وفي العمدة لابن رشيق: قال محمد بن أبي الخطاب في كتابه الموسوم بجمهرة أشعار العرب". فلعله في الموطن الثاني الذي سماه فيه قد تأثر بتسمية ابن رشيق له، ولعله أيضًا كان بين يديه كتاب الجمهرة فنقل منه ما نقل من غير أن يسميه لأنه كان في شك من أمر نسبته إلى صاحبه.

وأما السيوطي في المزهر فقد ذكره في موطن واحد، ونقل ما جاء في العمدة عنه.

فمرد تسمية صاحب الجمهرة في هذين الكتابين -كما رأينا- إلى ابن رشيق في العمدة حيث سماه في موطنين، فقال مرة: "وقال محمد بن أبي الخطاب في كتابه الرسوم بجمهرة أشعار العرب" وقال مرة أخرى: "وزعم ابن الخطاب". وعند كتاب العمدة ينتهي بحثنا عن صاحب كتاب الجمهرة، ويكون بذلك ابن رشيق أقدم من ذكر محمد بن أبي الخطاب ونسب إليه الجمهرة، فإذا كانت تسمية هذا الرجل مما جرى به قلم ابن رشيق حقًّا، ولم يكن زيادة أقحمها


١ ١: ١٠، ٦١؛ ٢: ٥٥؛ ٤: ١٦٣، ٥٣٨، ٥٤٥.
٢ ٢: ٤٨٠.
٣ ١: ٧٨-٧٩.

<<  <   >  >>