للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بن جحش قالها". ويورد شعرًا آخر ويقول١: "فقال عبد الله بن رواحة أبو أبو خيثمة". ويقول٢: "وكان مما قيل في بني النضير من الشعر قول ابن لقيم العبسي، ويقال: قاله قيس بن بحر بن طريف". ويقول٣: "وقال قائل من بني جذيمة، وبعضهم يقول امرأة يقال لها سلمى" ثم يقول:"فأجابه عباس بن مرداس، ويقال بل الجحاف بن حكيم السلمي".

الثالث: وأما القسم الثالث من الشعر الذي أورده ابن إسحاق في السيرة فهو هذه الأبيات المجاهيل والقصائد التي لا يعرف اسم قائلها أو لا ينص عليه؛ ومع أن القسمين الأولين واضحا الدلالة على ما نذهب إليه في أمر الشعر الجاهلي الذي يرد في مثل هذه الكتب، فإن هذا القسم أوضح منهما دلالة لأنه يصلنا بكثير من الشعر الذي ورد في بحثنا عن كتب اللغة والنحو والذي سيرد في بحثنا عن كتب الأدب عامة. ووجه الدلالة في هذا القسم أن قائل الشعر أو تحقيق نسبته ليس من الأمور التي يشغل بها المؤرخ أو كاتب السيرة نفسه، كما لم يشغل بها نفسه اللغوي أو النحوي. فبحسب المؤرخ أو كاتب السيرة أن يجد شعرًا قيل في حادثة من الحوادث أو في رجل من الرجال الذين يذكرهم حتى يسارع إلى إيراده في كتابه، وليس يعنيه بعد ذلك شيء، فقد كفاه أن يجد ما يزين قصته أو يؤيد الخبر الذي ذكره. ومن أجل هذا نرى ابن إسحاق في سيرته يورد شعرًا "لشاعر من العرب"٤، أو "رجل من العرب"٥، أو "شاعر من قريش أو من بعض العرب"٦، أو "قال قائل من العرب"٧، أو


١ السيرة ٢: ٣١٠.
٢ المصدر السابق ٣: ٢٠٤-٢٠٥.
٣ المصدر السابق ٤: ٧٤-٧٥.
٤ المصدر السابق ١: ٨٦، ٢٠٦.
٥ المصدر السابق ١: ٨٨.
٦ المصدر السابق ١: ١٤٣/ ١٤٤.
٧ المصدر السابق ١: ٢١٥.

<<  <   >  >>