للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ما يُؤَيِّدها من السماع والقياس.

فأما السماع فنُقِل أيضاً عن بعض السلَّفِ أَنَّه قرأ: {فلا تحسبَنَّ الله مُخْلِفَ وَعْدَه رُسُلِه (١) أراد: مخلِفَ رٌسٌلِه وَعْدَه. واسمُ الفاعلِ والمصدر سواءٌ في الإضافة. ونُقل عن عبدالله بن ذَكْوَانَ (٢) في كتابه أنه قال: سألني الكسائيّ عن هذا الحرفِ-وبَلَغه من قراءتنا (٣)، يعني: {قتلُ أولادَهم شركائِهم} - فرأيتُه قد أعجبه ونزع بهذا البيت فيه (٤):

تَنْفِى يداها الحَصَى في كلِّ هاجرةٍ

نَفْىّ الدراهِمَ تنفاد الصياريف

هكذا أنشده، وأنشدوا من ذلك للطرمَّاح (٥):

يَطُفْنَ بِحُوزِىِّ المراتِعِ لم يُرَع

بِواديِه من قَرعِ القسِي الكنائِنِ


(١) الآية ٤٧ من سورة إبراهيم. وانظر معاني القرآن للفراء ٢/ ٨١ - ٨٢، والبحر المحيط ٥/ ٤٣٩، والمساعد ٢/ ٣٧٣.
(٢) هو عبدالله بن أحمد بن بشير بن ذكوان القرشي الفهري، أبو عمرو ولد سنة ١٧٣ هـ، وتوفى بدمشقِ سنة ١٢٤٢ هـ، روى هو وهشام بن عمار قراءة ابن عامر من طريق أيوب بن تميم، عن يحيى بن الحارث الذماري، عنه. الف كتاب (أقسام القرآن وجوابها)، و (ما يجب على قارئ القرآن عند حركة لسانه). انظر الإقناع ١٠٥ - ١٠٦، ١١٢ - ١١٤، وغاية النهاية ١/ ٤٠٤ - ٤٠٥.
(٣) في الأصل: قرائنا)).
(٤) للفرزدق وهو من شواهد الكتاب ١/ ٢٨، والمقتضب ٢/ ٢٥٦، والمحتسب ١/ ٦٩، ٢٥٨، ٢/ ٧٢، والخصائص ٢/ ٣١٥، وابن الشجري في أماليه ١/ ١٤٢، ٢٢١، ٢/ ٩٣، ١٩٧، والإنصاف ٢٧، ١٢١، وشرح المفصل لابن يعيش ٦/ ١٠٦، والرضي في شرح الكافية ٢/ ٢٦١، وفي الخزانة ٤/ ٤٢٦.
(٥) ديوانه ٤٨٦. والبيت في الخصائص ٢/ ٤٠٦، والإنصاف ٤٢٩، واللسان: حوز.
الحوزي: الوعل الفحل تجعله الظباء رأساً، تتبعه في المرعى ومورد الماء، وهو الذي يحوزهن ويحميهن. لم يُرَع: لم يُفَزّع. والكنائن: جمع كنانة هي جعبة السهام.

<<  <  ج: ص:  >  >>